خاطرة (2) رَضِيَ زعيمُ الظلِّ .. والسلامُ :
خدمةُ العَلَمِ (1) وخدمةُ الوطن . وخدمةُ زعيم الظِّلّ . هذه ليستْ خِدَماتٍ ... وإنما هي ضروبٌ من العبودية ، فُرِضَتْ على شُعوبِ الأمة العربية، دونما استثناء .
ليس المهمُّ أن ترضى بالخدمة المفروضة عليك ، بل المهمُّ أن تَخْدُمَ . وبمعنى أصح : أنْ تَرضَخَ للإرادةِ العليا ... وإلا .
ـ اِلْبَسِ الحذاءَ العسكريَّ . والثوبَ الكيكيَّ . والسِّيدارةَ . والحزامَ العريضَ . والجاتر ... ومعذرة لاستعمال هذه
التعبيرات غير العربية ، فهي هي التي علَّمُونا إياها ، في الجيش أثناءَ خدمة العَلَمِ .
ولَبِسْنَا ،كما أمَرُوا ، ونفَّذنا ، ولم نعترض . فماذا كان ؟
ـ ادفعْ فاتورةَ الكهرباء ، وفاتورةَ الماء ، وضريبةَ النظافة ، وضريبةَ الأرصفة ، وفاتورةَ الهاتف ، وفاتورةَ الجوال أعني به الهاتف المحمول ...
ـ ادفعْ رشوةً للموظَّفِ الصغير ، ورشوةً للمدير ، ورشوةً للوزير .. ادفعْ .. ادفعْ . فهذه خدمات وطنية .
ودَفَعْنَا الفواتيرَ ، والضرائبَ والرشاوَى...فماذا كان ؟
ـ اِحْتَفِلُوا باليوم الذي وُلِدَ فيه زعيمُ الظل . ولْيَكُنْ ذلك اليومُ الأغبرُ عيداً ... وكان .. فماذا كان ؟؟
ازدادَ عَدَدُ القطيعِ . وازدَحَمَ الوطنُ بالأغنام . ورَضِيَ زعيمُ الظِّلَ ... والسلام .
................................................................................
(1) ( أعني الخدمة الإجبارية في الجيش )
مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
ازرار التصفُّح
التبادل الاعلاني
رضي زعيم الظل ... والسلام
ابو ياسر السوري- عدد المساهمات : 20
نقاط : 23797
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 23/11/2011
هل لنا بسيرة ذاتية عن هذا الكاتب الرائع
نسرين أبو اللبن
نسرين أبو اللبن
آه يا سيدتي ..!؟
كنتُ أودُّ إجابتك إلى ما سألتِ عن سيرتي الذاتية ، ولكن ...
فلذلك أرجو أن لا يغرنك ما تقرئين من كلماتٍ نارية ، لهذا المعارضِ المستخفي وراء اسمه المستعار ، فهو من الجيل الذي تربى على الحذر الشديد ، أو يمكن أن أقول على ( الجبن ) لدرجةِ أنه بات يخشى من سائر البشر ، حتى آثر أن يستظل باسم مستعار ، تخوفا على نفسه من مغبة الأخطار ...
أنا يا سيدتي رجلٌ خاض ما يُسمّونه ( بحرب تشرين التحريرية المزوَّرة ) ووقف وجهاً لوجهٍ أمامَ الموتِ ما لا يُحصَى من المرات ، وطالما استدفأ يومها بفيحِ قذائفِ النَّابَلْمْ ، وشَرِبَ من ماءِ ينابيعَ فَجَّرتْها صواريخُ الطيران الإسرائيلي ، ونام على أزيز الرصاص ، وفرقعات المدافع ... أو اختبأ في حفرةٍ كبيرةٍ أحدَثَتْها قذيفةُ مدفعِ ( هَاوِنْ ) ، بعدما مزَّقتْ جسدَ زميله قِطَعاً ، فاستقرتْ معه في قاعها أشلاء ...
لا أدعي لكِ أنني بَطَلٌ ، فالبطولةُ مُرتقَىً صعبٌ .. وأنني وإن خضتُ تلك الحرب بكل جرأة وثبات ، فلا أدعي لنفسي بطولةً فيها ، وإنما هي حالةٌ من اللامبالاة عشناها ، سَمَحَتْ لنا أن نتقحَّمَ غَمَراتِ الرَّدَى ، غير حريصين على الحياة ...
ثم وَضَعَتِ الحربُ أوزارها ... ونجا محدثُكِ من الموت أيامَ الشباب ، ليشهد هذه الحرب بعدما اكتهل وشاب ، ولم يَعُدْ بمقدوره خوضُ المعارك بجسده النحيل ، فأجاب الداعي بفكره الكليل ... لأن الله لم يَعذِرْ أحداً في ساعة النفير العام ، قال سبحانه وتعالى : ( انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالا ) أي شبابا وشيبا ... ولِمَ لا أشاركُ في حرب التحرير الحقيقية ، فلعَلَّ الحسناتِ يُذهِبْنَ السيئاتِ ، ولعلِّي أنال شرفَ المساهمة في تحرير وطني ، من هذا الاستعمار الأسدي البغيض ... ورُبَّ لفظةٍ يقولها مثلي ، تكون أشدَّ على هؤلاء الأعداء ، من السِّهام في غَبَشِ الظلام .
كنتُ أودُّ إجابتك إلى ما سألتِ عن سيرتي الذاتية ، ولكن ...
فلذلك أرجو أن لا يغرنك ما تقرئين من كلماتٍ نارية ، لهذا المعارضِ المستخفي وراء اسمه المستعار ، فهو من الجيل الذي تربى على الحذر الشديد ، أو يمكن أن أقول على ( الجبن ) لدرجةِ أنه بات يخشى من سائر البشر ، حتى آثر أن يستظل باسم مستعار ، تخوفا على نفسه من مغبة الأخطار ...
أنا يا سيدتي رجلٌ خاض ما يُسمّونه ( بحرب تشرين التحريرية المزوَّرة ) ووقف وجهاً لوجهٍ أمامَ الموتِ ما لا يُحصَى من المرات ، وطالما استدفأ يومها بفيحِ قذائفِ النَّابَلْمْ ، وشَرِبَ من ماءِ ينابيعَ فَجَّرتْها صواريخُ الطيران الإسرائيلي ، ونام على أزيز الرصاص ، وفرقعات المدافع ... أو اختبأ في حفرةٍ كبيرةٍ أحدَثَتْها قذيفةُ مدفعِ ( هَاوِنْ ) ، بعدما مزَّقتْ جسدَ زميله قِطَعاً ، فاستقرتْ معه في قاعها أشلاء ...
لا أدعي لكِ أنني بَطَلٌ ، فالبطولةُ مُرتقَىً صعبٌ .. وأنني وإن خضتُ تلك الحرب بكل جرأة وثبات ، فلا أدعي لنفسي بطولةً فيها ، وإنما هي حالةٌ من اللامبالاة عشناها ، سَمَحَتْ لنا أن نتقحَّمَ غَمَراتِ الرَّدَى ، غير حريصين على الحياة ...
ثم وَضَعَتِ الحربُ أوزارها ... ونجا محدثُكِ من الموت أيامَ الشباب ، ليشهد هذه الحرب بعدما اكتهل وشاب ، ولم يَعُدْ بمقدوره خوضُ المعارك بجسده النحيل ، فأجاب الداعي بفكره الكليل ... لأن الله لم يَعذِرْ أحداً في ساعة النفير العام ، قال سبحانه وتعالى : ( انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالا ) أي شبابا وشيبا ... ولِمَ لا أشاركُ في حرب التحرير الحقيقية ، فلعَلَّ الحسناتِ يُذهِبْنَ السيئاتِ ، ولعلِّي أنال شرفَ المساهمة في تحرير وطني ، من هذا الاستعمار الأسدي البغيض ... ورُبَّ لفظةٍ يقولها مثلي ، تكون أشدَّ على هؤلاء الأعداء ، من السِّهام في غَبَشِ الظلام .
هذا أنا يا سيدتي ... والسلام
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني