لماذا أكتب ؟ ولماذا أسعي لنشر ما أكتبه بكل الوسائل الممكنه؟؟ , لماذا أزعجك برسائلي الإلكترونيه أحيانا ً؟؟
أنا لست كاتبا محترفا , ولا أسعي إلي إحتراف الكتابه , البقاء في صفوف المواطنين العاديين والمدونيين الهواه يعطيك حق الكتابه بحرية مطلقه , ويمنحك مداخل كثيره للدخول إلي مناطق ممنوعه , ويرفع الحرج عنك , وهذا لا يقلل من أهمية الكُتاب غير المحترفين , هؤلاء اللذين منحتهم الشبكة العنكبوتيه فرصة تاريخيه للتواجد والإنتشار
إنتشار الكتابه مرتبط برفع القيود عن النشر , والعكس غير صحيح , لأنه في كل المجتمعات كانت توجد طوابير طويله ممن ينتظرون فرصة للكتابه , حتي جاءت ثورة الإتصالات ومنحتهم جميعا وبالتساوي فرصة للكتابة والنشر.
رغم أنني لا أنتمي إلي حزب سياسي ,ولا إلي جماعة دينية أو سياسية يستوجب الإنتماء إليها أن أكتب ترويجا لأفكارها أو دفاعا عن وجودها , إلا أنني مثل حضراتكم أنتمي للأمة بكل طوائفها , هذا الإنتماء يضعني في قلب معاركها , ورغم الهجره و سنوات السفر الطويله وقد حاولت خلالها أن أنسي أو أن أتجاهل مشاكلنا القوميه , أن أعيش كما يعيش الكثيرون للعمل والأسرة والذات ,إكتشفت سريعا أن محاولة التخفف من المسؤلية القوميه عبء لا تتحمله النفس , ولا تقبله الفطرة السليمه , إكتشفت أنني مرتبط بمصر والعروبة والإسلام إرتباطا لا تفصمه هجره ولا ينقضه إنتماء أخر , في الولايات المتحده الأمريكيه أقارن كل يوم بين تقدم الغرب وتخلف الشرق , وأبحث عن الأسباب , رأيت أن تقدم الغرب ليس سحرا , وأن الغربيين ليسو إلا بشرا مثلنا تماما , لا نتميز عليهم ولا يتميزون علينا , من هنا أمنت بإمكانية النهضة كما لم أؤمن بها من قبل , تمنيت لو أنني لم أهاجر , ولم يرتبط رزقي ببلاد أخري غير بلادي.
مع وصول الفضائيات العربيه إلي الولايات المتحده وإنتشارها تحولت حياتي وحياة ملايين العرب في أمريكا إلي حالة فريدة من نوعها , أصبحت وكأنني أعيش في مصر وأعمل في الولايات المتحده , كل يوم أشاهد ما يشاهده المصريون في مصر وأشعر به مثلما يشعرون به , شاهدت حريق مجلس الشوري وأحداث غرق العباره والإنهيار الصخري علي أهالي الدويقه مع كل المصريين وفي نفس اللحظه, تابعت من يطالبون بالحريه ومن يطالبون بضربهم بالرصاص.
الغربة لا تحجبك عن وطنك إلا بالقدر الذي تسمح لها به , من هنا أنا مصري مثل كل المصريين أشعر بالحاجة إلي التغيير في مصر , وأحاول المشاركه بوسائلي المتواضعه
الكتابة من أجل التغيير هي أضعف الإيمان , والكتابة علي الشبكة العنكبوتيه وسيلة من لا وسيلة له , ومع ذلك فإنها سلاح خطير في معركة الأمل من أجل النهضه, تزداد قوته يوما بعد يوم مع توافد مستخدمون جدد في العالم العربي ,قوة الكتابه تتوقف علي ما تحمله من أفكار وما تثيره من أسئله , وعلي مدي قدرتها علي تغيير السلوك البشري.
الكتابه الجيده تحاول أن تنزع من عقلك مفهوما وتستبدله بمفهوم أخر , أو تحاول أن تؤكد إيمانك بفكرة تؤمن بها , أو تُعيد ترتيب أولوياتك.
الكتابه الجيده تنزعك من خوفك , أو أنها تحاول تحقيق ذلك , تعطيك الحقيقه التي تمكنك من إتخاذ المواقف.
لا أدعي أنني أقدم كتابة جيده , أو أنني أقدم كتابات مهمه , لكن للكتابه أهمية كبري بالنسبة لي ولما أؤمن به لعدة أسباب .
أولا : لو كان ما نكتبه تافها وساذجاً فإنه جنبا إلي جنب مع كتابات تافهة وساذجة أخري يخلق رأيا عاما يرسل رسالة إيجابيه للشعوب , يرفع عنها الخجل والصمت , ويجلب لها الحركه , و ينتج عنها حالة نفسيه جديده تمكننا من الإحساس بقدرتنا علي الفعل
ثانيا : الكتابه المتواضعه طريق وحيد للكتابه الجيده , ومهما أمضي الكاتب من وقت في القراءة والدراسه فإنه لن يرتقي بمستوي كتاباته إلا عن طريق ممارسة الكتابه
ثالثا : التعبيرعن النفس بالكتابه , وتدوين مشاعر الرضا والسخط , حاجة إنسانيه لا غني للإنسان المتحضر عنها , نحن لسنا قطيعا من الأغنام , يأخذ الراعي حملا منه للذبح أو للبيع , فلا يتذكره باقي أفراد القطيع ويستمرون في الرعي .
أعرف الإنسان بأنه حيوان له موقف, حيث أن الإنسان بلا موقف ليس إلا دابة تقضي عمرها بين تناول الطعام وإخراج ما تبقي منه , الإنسان الذي لا يتأثر بما يري ويسمع ليس له نصيب من الإنسانيه , ويكتسب الإنسان تمام أدميته عندما يتأثر بما يدور من حوله ويتفاعل معه بمحاولة التأثير العكسي, وتبلغ محاولة التأثير ذروتها بتدوين الموقف ونشر التدوين.
مازلت أتعجب من إخواني وأصدقائي المصريين إذ يتسائلون عن دوافعي للكتابه , أجيبهم هنا, إن التدوين والكتابه عادة مصريه , مارسها المصريون القدماء منذ ألاف السنيين , سجلو كل التفاصيل البسيطه في حياتهم علي أقدس ما يملكون , جدران المعابد والمقابر, إن الكتابه في بعض حالاتها مثل التصوير الفوتوغرافي , هل يسأل أحدنا أباً يأخذ صورا فوتوغرافيه لأطفاله الصغار ويحتفظ بها , لماذا يفعل ذلك؟؟ .
هذا سؤال غير جائز وغير لائق .
عندما نكتب عن أنفسنا , عن أسرنا , عن حارتنا ,عن وطننا , أو عن أمتنا فإننا نطبع صورا فوتوغرافيه من منظورنا ,نرسم لوحات عن حياتنا , وهذا حق طبيعي لكل البشر مثله مثل التنزه علي ضفاف الأنهار, والخروج إلي النزهه.
لا يجب أن يكون هناك دافع للكتابه ,ومع ذلك فإن القراءة و الكتابه ضرورة فسيولوجيه للعقول كاملة النمو , وهناك حاجة عملية ماسه للكتابه لمواجهة الهجمه الشرسه التي تتعرض لها الأمه , ولتفنيد كل ما يدعيه كُتاب النفاق , وكل ما يروجه الطابور الخامس من الكتاب والإعلاميين المنبطحين علي بطونهم في إنتظار كبيرة الكبائر.
الان جاء الوقت للإجابه علي سؤال مهم , يعترضني عند كل منعطف يقف عنده مثبط من اليائسين القانطين من رحمة الله , يشكك دائما في جدوي الكتابه والدعوه إلي أفكار وأفعال من شأنها التغيير نحو الأفضل , يؤكدون لنا مرارا أن عجلة التاريخ قد توقفت عند تخلف الأمه وسقوطها تحت سيطرة الديكتاتوريات الفاشله , وأننا سنبقي في ذيل الأمم إلي أبد الأبدين , يقولون حنانيك علي نفسك وفر وقتك ومجهود لا شيئ يستحق الكتابة والإستنفار.
لهؤلاء نقول : إن الحركه طبيعة من طبائع الحياه , إن المجتمعات تتغير بإستمرار , ولا توجد قوة قادرة علي تجميد حركة المجتمع,وقد تتحرك المجتمعات يمينا أو يسارا إعتمادا علي القوي التي توجه حركتها , هذا التوجيه ليس إلا بث الأفكار ونشر الحقائق والإمداد بالمعلومات الصحيحه وهو ما نطلق عليه عملية ثقافيه وفي قلبها تقع الكتابه وتمثل عمادها الرئيسي.
شئنا أم أبينا سيتغير المجتمع , وستتغير طبيعة الدوله رغم أنفها ,إذا حدث هذا التغيير ونحن في حالة صمت , لن يكون لعقائدنا وأفكارنا وأنماط حياتنا نصيب في المجتمع القادم, سنفقد أرضنا وأولادنا للقوي التي دأبت علي الكلام بصوت مرتفع وبكلمات واضحة ومفهومه .
الصمت يخرجنا من دائرة التأثير , يمحو أثارنا, يجعلنا إمعات لا قيمة لها , ما قيمة الطبيب البارع إذا خاف أن يُسدي نصيحته الطبيه , وما فائدة المهندسين الذين صمتو عن مخططات غير صالحة لبناء جسور سقطت في النهر وغرق كل من كانو يمرون من فوقها.
هل تؤثر كتاباتنا ؟؟ نعم تؤثر بالتأكيد, إذا كانت مثابرة وصابره , وإذا كانت مستمرة وغير منقطعه , وإذا كانت موجهة إلي وجهة معلومة ومحدده , وإذا كانت صادقة و تحترم العقول.
أنت تقوم بعمل عظيم عندما تتبني قضية قوميه وتكتب عنها ولها, وعندما تدافع عن مصالح الأمه , ولأن الغاية عظيمه فإن ما تطلبه من مجهود ووقت لابد وأن يكون كثيرا ووافيا.
في صناعة التأمين قد ترسل شركة التأمين 200 إعلان إلي 200 شخص تدعوهم لشراء نوع ما من أنواع التأمين , فإذا إستجاب شخصان للإعلانات يعتبرون ذلك نجاحا باهرا ويستمرون في إرسال الإعلانات لمن لم يستجيبو.
في صناعة الوجبات السريعه وفطائر البيتزا , تمطر الشركات العامله في هذا المجال زبائنها بالإعلانات صباحا ومساءاً لترويج وجبات لا يتعدي سعرها بضعة دولارات , عندما يأتي طلبين لمحل بيتزا من شارع وزعو فيه مئات الإعلانات يعتبرون ذلك نجاحا حققته حملتهم الدعائيه.
فما بالك إذا كنت تروج لفكرة كبري, لعقيدة أمة كبيره , وإذا كانت سلعتك نهضة الأمه , ووحدتها وعزتها !!!!
هل كان هناك من يتوقع عشية البعثة النبويه الشريفه أن عرب الجاهليه سيعتنقون دينا يدعو لتحرير العبيد ويحرم الخمر وقتل الإناث , لقد صنع الرسول الأعظم أمة كبري معتمدا علي كتاب أوحي إليه من رب العالمين , مازال القران في إيدينا ومازال لكلماته نفس القوه والقدره علي التأثير , ولكن ينقصنا التبليغ الدؤوب والشرح الجميل .
ليكن نوح عليه السلام مثلنا الأعلي وقدوتنا , إذ يخبرنا القران الكريم أنه قد واظب علي دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين ولم يؤمن بدعوته إلا قليل , ومع ذلك لم يتوقف ولم ييأس ولم يخامره شك في جدوي ما يقوم به.
يعجبني أتباع ديانة شهود يهوه المسيحيين ,يطرقون أبواب الناس في الولايات المتحده ويتعرضون للسب والشتائم في معظم الأحيان ولا يتوقفون عن محاولة الدعوه إلي عقيدتهم , يطرقون باب بيتي كل أسبوع , أرحب بهم وأستمع إلي ما يطرحونه من عقائد , أناقشهم فيها وأحدثهم عن الإسلام وأدعوهم إليه , ومع علمهم أنني مسلم غير قابل للتحول إلي دينهم لم يتوقفو عن إرسال مندوبين مختلفين إلي بيتي كل أسبوع لمدة زادت عن سبع سنوات , في وقت ما ,مللت منهم , لكنني توقفت مع نفسي وقلت لها , إنهم لم يملو من دعوتي إلي المسيحيه وعليه يجب ألا يصيبني الملل من دعوتهم إلي الإسلام , إن أحدا منهم لم يتحول للإسلام ,لكنهم جميعا تعلمو شيئا عنه واستفسرو عن أمور فيه وتحسنت صورته لديهم.
الخلاصه
أصر علي الكتابه لأنها وسيلة مهمة للتغيير, وأدعوك إلي الكتابة فيما تراه مهما , إن نهضة أمتنا لن تحدث صدفة , و حدوثها مرتبط بمدي ما نبذله من جهد صادق
واقبلوا تحياتي
حسيبة العناني
أنا لست كاتبا محترفا , ولا أسعي إلي إحتراف الكتابه , البقاء في صفوف المواطنين العاديين والمدونيين الهواه يعطيك حق الكتابه بحرية مطلقه , ويمنحك مداخل كثيره للدخول إلي مناطق ممنوعه , ويرفع الحرج عنك , وهذا لا يقلل من أهمية الكُتاب غير المحترفين , هؤلاء اللذين منحتهم الشبكة العنكبوتيه فرصة تاريخيه للتواجد والإنتشار
إنتشار الكتابه مرتبط برفع القيود عن النشر , والعكس غير صحيح , لأنه في كل المجتمعات كانت توجد طوابير طويله ممن ينتظرون فرصة للكتابه , حتي جاءت ثورة الإتصالات ومنحتهم جميعا وبالتساوي فرصة للكتابة والنشر.
رغم أنني لا أنتمي إلي حزب سياسي ,ولا إلي جماعة دينية أو سياسية يستوجب الإنتماء إليها أن أكتب ترويجا لأفكارها أو دفاعا عن وجودها , إلا أنني مثل حضراتكم أنتمي للأمة بكل طوائفها , هذا الإنتماء يضعني في قلب معاركها , ورغم الهجره و سنوات السفر الطويله وقد حاولت خلالها أن أنسي أو أن أتجاهل مشاكلنا القوميه , أن أعيش كما يعيش الكثيرون للعمل والأسرة والذات ,إكتشفت سريعا أن محاولة التخفف من المسؤلية القوميه عبء لا تتحمله النفس , ولا تقبله الفطرة السليمه , إكتشفت أنني مرتبط بمصر والعروبة والإسلام إرتباطا لا تفصمه هجره ولا ينقضه إنتماء أخر , في الولايات المتحده الأمريكيه أقارن كل يوم بين تقدم الغرب وتخلف الشرق , وأبحث عن الأسباب , رأيت أن تقدم الغرب ليس سحرا , وأن الغربيين ليسو إلا بشرا مثلنا تماما , لا نتميز عليهم ولا يتميزون علينا , من هنا أمنت بإمكانية النهضة كما لم أؤمن بها من قبل , تمنيت لو أنني لم أهاجر , ولم يرتبط رزقي ببلاد أخري غير بلادي.
مع وصول الفضائيات العربيه إلي الولايات المتحده وإنتشارها تحولت حياتي وحياة ملايين العرب في أمريكا إلي حالة فريدة من نوعها , أصبحت وكأنني أعيش في مصر وأعمل في الولايات المتحده , كل يوم أشاهد ما يشاهده المصريون في مصر وأشعر به مثلما يشعرون به , شاهدت حريق مجلس الشوري وأحداث غرق العباره والإنهيار الصخري علي أهالي الدويقه مع كل المصريين وفي نفس اللحظه, تابعت من يطالبون بالحريه ومن يطالبون بضربهم بالرصاص.
الغربة لا تحجبك عن وطنك إلا بالقدر الذي تسمح لها به , من هنا أنا مصري مثل كل المصريين أشعر بالحاجة إلي التغيير في مصر , وأحاول المشاركه بوسائلي المتواضعه
الكتابة من أجل التغيير هي أضعف الإيمان , والكتابة علي الشبكة العنكبوتيه وسيلة من لا وسيلة له , ومع ذلك فإنها سلاح خطير في معركة الأمل من أجل النهضه, تزداد قوته يوما بعد يوم مع توافد مستخدمون جدد في العالم العربي ,قوة الكتابه تتوقف علي ما تحمله من أفكار وما تثيره من أسئله , وعلي مدي قدرتها علي تغيير السلوك البشري.
الكتابه الجيده تحاول أن تنزع من عقلك مفهوما وتستبدله بمفهوم أخر , أو تحاول أن تؤكد إيمانك بفكرة تؤمن بها , أو تُعيد ترتيب أولوياتك.
الكتابه الجيده تنزعك من خوفك , أو أنها تحاول تحقيق ذلك , تعطيك الحقيقه التي تمكنك من إتخاذ المواقف.
لا أدعي أنني أقدم كتابة جيده , أو أنني أقدم كتابات مهمه , لكن للكتابه أهمية كبري بالنسبة لي ولما أؤمن به لعدة أسباب .
أولا : لو كان ما نكتبه تافها وساذجاً فإنه جنبا إلي جنب مع كتابات تافهة وساذجة أخري يخلق رأيا عاما يرسل رسالة إيجابيه للشعوب , يرفع عنها الخجل والصمت , ويجلب لها الحركه , و ينتج عنها حالة نفسيه جديده تمكننا من الإحساس بقدرتنا علي الفعل
ثانيا : الكتابه المتواضعه طريق وحيد للكتابه الجيده , ومهما أمضي الكاتب من وقت في القراءة والدراسه فإنه لن يرتقي بمستوي كتاباته إلا عن طريق ممارسة الكتابه
ثالثا : التعبيرعن النفس بالكتابه , وتدوين مشاعر الرضا والسخط , حاجة إنسانيه لا غني للإنسان المتحضر عنها , نحن لسنا قطيعا من الأغنام , يأخذ الراعي حملا منه للذبح أو للبيع , فلا يتذكره باقي أفراد القطيع ويستمرون في الرعي .
أعرف الإنسان بأنه حيوان له موقف, حيث أن الإنسان بلا موقف ليس إلا دابة تقضي عمرها بين تناول الطعام وإخراج ما تبقي منه , الإنسان الذي لا يتأثر بما يري ويسمع ليس له نصيب من الإنسانيه , ويكتسب الإنسان تمام أدميته عندما يتأثر بما يدور من حوله ويتفاعل معه بمحاولة التأثير العكسي, وتبلغ محاولة التأثير ذروتها بتدوين الموقف ونشر التدوين.
مازلت أتعجب من إخواني وأصدقائي المصريين إذ يتسائلون عن دوافعي للكتابه , أجيبهم هنا, إن التدوين والكتابه عادة مصريه , مارسها المصريون القدماء منذ ألاف السنيين , سجلو كل التفاصيل البسيطه في حياتهم علي أقدس ما يملكون , جدران المعابد والمقابر, إن الكتابه في بعض حالاتها مثل التصوير الفوتوغرافي , هل يسأل أحدنا أباً يأخذ صورا فوتوغرافيه لأطفاله الصغار ويحتفظ بها , لماذا يفعل ذلك؟؟ .
هذا سؤال غير جائز وغير لائق .
عندما نكتب عن أنفسنا , عن أسرنا , عن حارتنا ,عن وطننا , أو عن أمتنا فإننا نطبع صورا فوتوغرافيه من منظورنا ,نرسم لوحات عن حياتنا , وهذا حق طبيعي لكل البشر مثله مثل التنزه علي ضفاف الأنهار, والخروج إلي النزهه.
لا يجب أن يكون هناك دافع للكتابه ,ومع ذلك فإن القراءة و الكتابه ضرورة فسيولوجيه للعقول كاملة النمو , وهناك حاجة عملية ماسه للكتابه لمواجهة الهجمه الشرسه التي تتعرض لها الأمه , ولتفنيد كل ما يدعيه كُتاب النفاق , وكل ما يروجه الطابور الخامس من الكتاب والإعلاميين المنبطحين علي بطونهم في إنتظار كبيرة الكبائر.
الان جاء الوقت للإجابه علي سؤال مهم , يعترضني عند كل منعطف يقف عنده مثبط من اليائسين القانطين من رحمة الله , يشكك دائما في جدوي الكتابه والدعوه إلي أفكار وأفعال من شأنها التغيير نحو الأفضل , يؤكدون لنا مرارا أن عجلة التاريخ قد توقفت عند تخلف الأمه وسقوطها تحت سيطرة الديكتاتوريات الفاشله , وأننا سنبقي في ذيل الأمم إلي أبد الأبدين , يقولون حنانيك علي نفسك وفر وقتك ومجهود لا شيئ يستحق الكتابة والإستنفار.
لهؤلاء نقول : إن الحركه طبيعة من طبائع الحياه , إن المجتمعات تتغير بإستمرار , ولا توجد قوة قادرة علي تجميد حركة المجتمع,وقد تتحرك المجتمعات يمينا أو يسارا إعتمادا علي القوي التي توجه حركتها , هذا التوجيه ليس إلا بث الأفكار ونشر الحقائق والإمداد بالمعلومات الصحيحه وهو ما نطلق عليه عملية ثقافيه وفي قلبها تقع الكتابه وتمثل عمادها الرئيسي.
شئنا أم أبينا سيتغير المجتمع , وستتغير طبيعة الدوله رغم أنفها ,إذا حدث هذا التغيير ونحن في حالة صمت , لن يكون لعقائدنا وأفكارنا وأنماط حياتنا نصيب في المجتمع القادم, سنفقد أرضنا وأولادنا للقوي التي دأبت علي الكلام بصوت مرتفع وبكلمات واضحة ومفهومه .
الصمت يخرجنا من دائرة التأثير , يمحو أثارنا, يجعلنا إمعات لا قيمة لها , ما قيمة الطبيب البارع إذا خاف أن يُسدي نصيحته الطبيه , وما فائدة المهندسين الذين صمتو عن مخططات غير صالحة لبناء جسور سقطت في النهر وغرق كل من كانو يمرون من فوقها.
هل تؤثر كتاباتنا ؟؟ نعم تؤثر بالتأكيد, إذا كانت مثابرة وصابره , وإذا كانت مستمرة وغير منقطعه , وإذا كانت موجهة إلي وجهة معلومة ومحدده , وإذا كانت صادقة و تحترم العقول.
أنت تقوم بعمل عظيم عندما تتبني قضية قوميه وتكتب عنها ولها, وعندما تدافع عن مصالح الأمه , ولأن الغاية عظيمه فإن ما تطلبه من مجهود ووقت لابد وأن يكون كثيرا ووافيا.
في صناعة التأمين قد ترسل شركة التأمين 200 إعلان إلي 200 شخص تدعوهم لشراء نوع ما من أنواع التأمين , فإذا إستجاب شخصان للإعلانات يعتبرون ذلك نجاحا باهرا ويستمرون في إرسال الإعلانات لمن لم يستجيبو.
في صناعة الوجبات السريعه وفطائر البيتزا , تمطر الشركات العامله في هذا المجال زبائنها بالإعلانات صباحا ومساءاً لترويج وجبات لا يتعدي سعرها بضعة دولارات , عندما يأتي طلبين لمحل بيتزا من شارع وزعو فيه مئات الإعلانات يعتبرون ذلك نجاحا حققته حملتهم الدعائيه.
فما بالك إذا كنت تروج لفكرة كبري, لعقيدة أمة كبيره , وإذا كانت سلعتك نهضة الأمه , ووحدتها وعزتها !!!!
هل كان هناك من يتوقع عشية البعثة النبويه الشريفه أن عرب الجاهليه سيعتنقون دينا يدعو لتحرير العبيد ويحرم الخمر وقتل الإناث , لقد صنع الرسول الأعظم أمة كبري معتمدا علي كتاب أوحي إليه من رب العالمين , مازال القران في إيدينا ومازال لكلماته نفس القوه والقدره علي التأثير , ولكن ينقصنا التبليغ الدؤوب والشرح الجميل .
ليكن نوح عليه السلام مثلنا الأعلي وقدوتنا , إذ يخبرنا القران الكريم أنه قد واظب علي دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين ولم يؤمن بدعوته إلا قليل , ومع ذلك لم يتوقف ولم ييأس ولم يخامره شك في جدوي ما يقوم به.
يعجبني أتباع ديانة شهود يهوه المسيحيين ,يطرقون أبواب الناس في الولايات المتحده ويتعرضون للسب والشتائم في معظم الأحيان ولا يتوقفون عن محاولة الدعوه إلي عقيدتهم , يطرقون باب بيتي كل أسبوع , أرحب بهم وأستمع إلي ما يطرحونه من عقائد , أناقشهم فيها وأحدثهم عن الإسلام وأدعوهم إليه , ومع علمهم أنني مسلم غير قابل للتحول إلي دينهم لم يتوقفو عن إرسال مندوبين مختلفين إلي بيتي كل أسبوع لمدة زادت عن سبع سنوات , في وقت ما ,مللت منهم , لكنني توقفت مع نفسي وقلت لها , إنهم لم يملو من دعوتي إلي المسيحيه وعليه يجب ألا يصيبني الملل من دعوتهم إلي الإسلام , إن أحدا منهم لم يتحول للإسلام ,لكنهم جميعا تعلمو شيئا عنه واستفسرو عن أمور فيه وتحسنت صورته لديهم.
الخلاصه
أصر علي الكتابه لأنها وسيلة مهمة للتغيير, وأدعوك إلي الكتابة فيما تراه مهما , إن نهضة أمتنا لن تحدث صدفة , و حدوثها مرتبط بمدي ما نبذله من جهد صادق
واقبلوا تحياتي
حسيبة العناني
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني