أتاني أبيت اللعن أن بعضكم غاضب عليّ، ويقول: إن مقالاتي فيها قسوة، وإعلان حرب، وأنها تهاجم طرف من طرفي الانقسام الفلسطيني دون الآخر، وأنني لا أرى إلا بعين واحدة، ولو تلفت يميناً أو شمالاً لوجدت على قارعة الطريق ما هو جدير بالنقد، وقبل أن تبتعد بالنقد هنالك إلى رام الله، فتش حولك، ستجد الكثير الذي ينتقد؟قد يكون في هذا الرأي صحة لو ناقشت في كتاباتي سلوك المسئول اليومي في غزة ورام الله، ومراعاته وظيفة هنا وترقية هناك، ولكنني في مقالي اليومي لا أبحث طريقة عمل الشرطة هنا وهناك ووقوعهم في خطأ الممارسة اليومية، ولا تطرقت إلى عمل الأجهزة الأمنية وأسلوبها القاسي في التعامل مع المواطنين، ولا تناولت سحر الموقع الوظيفي وتأثيره على مزاج الإنسان، وعلى مضمون تفكيره، ولا كانت مقالاتي تتناول النفس البشرية، وما قد يصيبها من ضعف أحياناً أمام إغراءات الحياة. ناقشت في مقالي اليومي قضايا الوطن السياسية، وتناولتها بشكل عام، فلم أتناول الأشخاصإلا بصفتهم الاعتبارية، ومع ذلك لم أتهكم على أحد، ولم أجرّح، ولم أتهم أحد بصفته الشخصية، ولا تعنيني الشخصية السياسية بمقدار اهتمامي بالموقف السياسي الذي تعبر عنه، وتمثله. ولأضرب على ذلك مثلاً:قلت في مقال "إن كنت حبيبي" وقد توجهت بالحديث إلى مجموعة جنيف: عن أي شريك تفتشون؟ أم هل حسبتم أن التذلل، والترقق، والتودد لليهود سيشجعهم للتوجه إلى السلام؟ وكأنكم لم تتعلموا من التجربة، ولم تدرسوا جيداً مزاج اليهود، وكيف يدفعهم الانتصار إلى تحقيق مزيد من الانتصار، وكيف يحركهم الضعف العربي إلى مزيد من التشدد، وأن الخيار الوحيد الذي يجبر اليهودي في (إسرائيل) لأن يعدل من مواقفه هي المقاومة! فهل هذا الحديث السياسي يغضب؟ ألم يأت عنوان مجلة "التايم" الأميركية قبل يومين ليؤكد ما ذهبت إليه حين قال: إذا كان الوضع الأمني في إسرائيل جيداًفالتوصل إلى تسويه ليس مستعجلاً!وقد قلت في مقال "تعالوا نتقاسم أربعين مليار دولار": كل من سيوقع عليه أن يحمل فأساً، وينبش قبر أبي عمار، وينثر عظمه، وعظم فيصل، وأبوه عبد القادر الحسيني، ويدوس بحذاء الإسرائيلي على قبور كل الشهداء، ثم يخرج عارياً من تاريخه العربي، ليتسلم شيكاً بمبلغ أربعين مليون دولار. سيأكلها الفساد جميعها في غضون سنتين، ثم نعود إلى البنوك كي نستلف منها مبلغ مليار دولار بالفوائد؛ كي نصرف رواتب الموظفين. أؤكد لكم أن هذا الكلام ليس من عندي، وإنما قاله النائب العام الذي يمسك بملف الفساد الذي أكل المال العام، وأن السيد فياض نفسه قد اعترف بمديونية مليار دولار للرواتب. وقد قلت في مقال "رأفة بالمستوطنين يا فلسطينيين": "فما دمتم أيها المفاوضون قد ارتضيتم للأم أن تسكن بيتكم في فلسطين، فكيف تمنعون أبناءها من السكن في الحديقة الخلفية؟ ومن يضم شفتيه ليقبل خد (إسرائيل)، عليه أن يحتضن مستوطنيها، ويداعبهم، ويقدم لهم الأمن؟. فأين التطاول في هذا الحديث على السلطة؟ ألم يقبل السيد عباس خد "أولمرت" واعترف بدولة إسرائيل على 78% من فلسطين؟ فما الفرق بين الأرض الفلسطينية التي اغتصبتها إسرائيل سنة 48، والأرض الفلسطينية التي احتلتها سنة 67؟ أنا أقول: إن أرض فلسطين كلٌ لا يتجزأ. فما الذي يغضبكم في ذلك؟وقد قلت في مقال "لن يفاوض ولن يوقع ولن يستقيل": إن السيد محمود عباس لن يحارب، ولن يوقع، ولن يستقيل، وأضيف: ولن يصالح حركة حماس، وسنجد أنفسنا بعد عام واقعين تحت ضغط تواصل التوسع الاستيطاني، وتواصل مصادرة الأراضي، وتواصل القلع والخلع والبلع، وتواصل الحصار، وترديد الشعار: لن نخسر شيئاً لو واصلنا المفاوضات لمدة عام آخر!. فهل أغضبكم ذلك؟ علماً أنني استعنت بكلام السيد عباس نفسه حين قال: إن المقاومة عبثيه، فهو لن يحارب، وهو الذي قال: لن نخسر شيئاً إذا واصلنا التفاوض! وهو الذي يصر على أن توقع حماس على الورقة المصرية كشرط للمصالحة، وهويعرف أن حماس لن توقع، إذاً لا مصالحة، وسيبقى الأمر على ما هو عليه. فأين التطاول على الرجل؟وقد قلت في مقال: من زنازين نفحة إلى واشنطن: أيها المحارب الفلسطيني على جبهة المفاوضات، حاول إن استطعت إلزام (إسرائيل) بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة فقط، فإن فشلت، وحتماً ستفشل، فوفر على نفسك، واحترم شعبك، وارحمهم من مسخرة التفاوض.يا إخوتي؛ الذي شبه المفاوض بالمحارب هو أنتم، وليس أنا، وما زلت أتحدى أن ينجح المفاوض الفلسطيني في إلزام إسرائيل بتطبيق اتفاقيه جنيف الرابعة على الأسرى الفلسطينيين!. ويكفي أن تنجحوا في هذه الجزئية الإنسانية الصغيرة كي أضمن لكم نجاح المفاوضات، وإن فشلتم، فكيف ستفرضون على إسرائيل الانسحاب من القدس "أورشليم"؟.وقد قلت: في مقال "دم المستوطنين على طاوله المفاوضات": جاء مقتل أربعه مستوطنين في موعد صلاة التراويح ليرد على المنسقين الذين تناولوا طعام الإفطار على طاولة ضابط الأمن الإسرائيلي، وجاء ليقول: سقطت أكذوبة الذين يرددون: لا خيار في يد الفلسطينيين غير المفاوضات، وإن فشلت المفاوضات فلا خيار إلا العودة للمفاوضات.فهل تجاوزت الخط الأحمر وأنا أعيد ما قالته كل وسائل الإعلام: عن تناول قادة الأجهزة الأمنية طعام الإفطار على مائدة القائد الإسرائيلي؟ وهل تجاوزت الخط الأحمر وأنا أشيد بالمقاومة كخيار آخر في يد الفلسطينيين؟طال مقالي هذا اليوم على غير المألوف، فاكتفي بهذا القدر، لعل في حديثي رسالة لكل ذي كبدٍ رطبٍ، لم يضيّق صدره على رأيه، ويهتم بلقاء الآخرين على الثوابت الوطنية.
والسلام عليكم ورحمة الله
تامر معاطي
والسلام عليكم ورحمة الله
تامر معاطي
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني