في القاعة التي التقى فيها الوفد الصحفي بالرئيس السوداني عمر البشير أعجبني البساطة في مكان جلوس رئيس الجمهورية، كانت الطاولة التي جلس عليها أمامنا مثل تلك التي تراها في بعض المدارس الثانوية، ولم توضع خلفه تلك الصورة الضخمة المهيبة التي درج قادة آخرون على وضعها، كان اللقاء مخصصا للحوار حول قضية دارفور وخلفياتها وما انتهى إليه الوضع الآن فيها.
وكان الرئيس السوداني حريصا على أن يحملنا المسؤولية عندما استهل كلامه بالقول: كان الناس قديما يقولون أن الناس على دين ملوكهم، والآن نستطيع أن نقول بأن الناس على دين إعلامهم، لأن صياغة وعي الناس ووجدانهم وزاوية رؤيتهم للواقع تؤول بشكل كبير إلى الإعلام وقدراته. وأبدى استياءه من انفراد الإعلام الغربي بتقديم صورة ما يحدث في دارفور ومحاولة تشويه الموقف السوداني، وناشد الإعلام العربي أن يكون له حضوره لتغطية الأحداث ومعرفة الحقيقة على أرض الواقع.
كشف الرئيس البشير عن تطور الضغوط الأمريكية على السودان والتي تمثل تحرشا لا صلة له بمجريات الأحداث، وكلما وافق السودان على مطلب دولي يخترعون له مطلبا جديدا، كما أن بعض قرارات مجلس الأمن التي صدرت في موضوع دارفور بضغط أمريكي كانت تعني فصل دارفور عمليا عن السودان ووضعها تحت الوصاية الدولية أمنيا وقضائيا وإداريا، وهو الأمر الذي رفضه السودان بإصرار، رغم أن بعض الدول العربية نصحت الخرطوم بالموافقة وعدم تحدي قرار مجلس الأمن، إلا أن القيادة السودانية أصرت على الرفض حتى لو انتهى الأمر إلى خوض القتال ضد القوات الدولية، فإن خسروها فقد خسروها بشرف، وإن صمدوا يكونوا قد حفظوا وحدة التراب الوطني وسلامته، صلابة الموقف السوداني أجبر المجتمع الدولي على إعادة صياغة قراراته، وتمت الموافقة على أن تنحصر القوات الدولية في دارفور على القوات الأفريقية فقط، والاتحاد الأفريقي أبدى موافقة تامة بشرط أن تتم تغطية نفقات القوات، فرفضت معظم الدول العربية تمويل القوات الأفريقية، رغم أن الميزانية المطلوبة هي مائة وخمسين مليون دولار فقط، لم يصل منها سوى خمسة عشر مليون، السودانيون يعتقدون أن تردد الموقف العربي يعود إلى الضغوط الأمريكية، والتي أثمرت جزئيا، لأن الأمم المتحدة رفضت التمويل إلا إذا كانت هناك مشاركة دولية ولو رمزية وإشراف إداري ومالي، وهو ما وافق عليه السودان أخيرا لحل الإشكال.
الطريف أن المتمردين في دارفور، نظرا لأنهم من قبائل عديدة مختلفة ولا توجد أي رؤية أساسا، فقد انشطروا أجزاء كثيرة، لدرجة أن الأمم المتحدة لم تجد أحدا تجلس معه للحوار، فتبحث الآن عن "توحيد" المتمردين بحيث يمكن إدارة الحوار، وهذا من عجائب الدنيا بكل تأكيد.
القيادة السودانية أكدت على أن أحداث دارفور خلفت عددا من القتلى لا يزيد بأي حال عن عشرة آلاف فقط، في حين أن الإعلام الغربي يصور الأمور على أنها مذابح أسفرت عن مئات الآلاف من القتلى بعضهم أوصلها إلى ثلاثمائة ألف وآخرون إلى نصف مليون، وهذه كلها خرافات لا تقترب من الواقع بأي منطق، حسب تصريحات القيادة السودانية.
الرئيس السوداني قال بأن تحريك اضطرابات دارفور فجرته قوى دولية بعد أن نجح السودان في توقيع اتفاق السلام في الجنوب، وبعد أن فشلت الاضطرابات التي فجروها في كردفان وهناك تحرشات في الشمال، والمسألة تتصل بأهمية موقع السودان كجسر ضخم وخطير بين العرب وأفريقيا وبين الإسلام وأفريقيا حيث تنفتح حدوده وتتداخل مع تسع دول وهو الوضع الذي حرصت السياسات الغربية المتتالية منذ الاحتلال الانجليزي على إعادة صياغته بتقطيع السودان ووضع مناطق عازلة بين الشمال العربي الإسلامي وبين الجنوب الوثني والإفريقي.
واقبلوا الاحترام
د. اسماعيل الحوراني
وكان الرئيس السوداني حريصا على أن يحملنا المسؤولية عندما استهل كلامه بالقول: كان الناس قديما يقولون أن الناس على دين ملوكهم، والآن نستطيع أن نقول بأن الناس على دين إعلامهم، لأن صياغة وعي الناس ووجدانهم وزاوية رؤيتهم للواقع تؤول بشكل كبير إلى الإعلام وقدراته. وأبدى استياءه من انفراد الإعلام الغربي بتقديم صورة ما يحدث في دارفور ومحاولة تشويه الموقف السوداني، وناشد الإعلام العربي أن يكون له حضوره لتغطية الأحداث ومعرفة الحقيقة على أرض الواقع.
كشف الرئيس البشير عن تطور الضغوط الأمريكية على السودان والتي تمثل تحرشا لا صلة له بمجريات الأحداث، وكلما وافق السودان على مطلب دولي يخترعون له مطلبا جديدا، كما أن بعض قرارات مجلس الأمن التي صدرت في موضوع دارفور بضغط أمريكي كانت تعني فصل دارفور عمليا عن السودان ووضعها تحت الوصاية الدولية أمنيا وقضائيا وإداريا، وهو الأمر الذي رفضه السودان بإصرار، رغم أن بعض الدول العربية نصحت الخرطوم بالموافقة وعدم تحدي قرار مجلس الأمن، إلا أن القيادة السودانية أصرت على الرفض حتى لو انتهى الأمر إلى خوض القتال ضد القوات الدولية، فإن خسروها فقد خسروها بشرف، وإن صمدوا يكونوا قد حفظوا وحدة التراب الوطني وسلامته، صلابة الموقف السوداني أجبر المجتمع الدولي على إعادة صياغة قراراته، وتمت الموافقة على أن تنحصر القوات الدولية في دارفور على القوات الأفريقية فقط، والاتحاد الأفريقي أبدى موافقة تامة بشرط أن تتم تغطية نفقات القوات، فرفضت معظم الدول العربية تمويل القوات الأفريقية، رغم أن الميزانية المطلوبة هي مائة وخمسين مليون دولار فقط، لم يصل منها سوى خمسة عشر مليون، السودانيون يعتقدون أن تردد الموقف العربي يعود إلى الضغوط الأمريكية، والتي أثمرت جزئيا، لأن الأمم المتحدة رفضت التمويل إلا إذا كانت هناك مشاركة دولية ولو رمزية وإشراف إداري ومالي، وهو ما وافق عليه السودان أخيرا لحل الإشكال.
الطريف أن المتمردين في دارفور، نظرا لأنهم من قبائل عديدة مختلفة ولا توجد أي رؤية أساسا، فقد انشطروا أجزاء كثيرة، لدرجة أن الأمم المتحدة لم تجد أحدا تجلس معه للحوار، فتبحث الآن عن "توحيد" المتمردين بحيث يمكن إدارة الحوار، وهذا من عجائب الدنيا بكل تأكيد.
القيادة السودانية أكدت على أن أحداث دارفور خلفت عددا من القتلى لا يزيد بأي حال عن عشرة آلاف فقط، في حين أن الإعلام الغربي يصور الأمور على أنها مذابح أسفرت عن مئات الآلاف من القتلى بعضهم أوصلها إلى ثلاثمائة ألف وآخرون إلى نصف مليون، وهذه كلها خرافات لا تقترب من الواقع بأي منطق، حسب تصريحات القيادة السودانية.
الرئيس السوداني قال بأن تحريك اضطرابات دارفور فجرته قوى دولية بعد أن نجح السودان في توقيع اتفاق السلام في الجنوب، وبعد أن فشلت الاضطرابات التي فجروها في كردفان وهناك تحرشات في الشمال، والمسألة تتصل بأهمية موقع السودان كجسر ضخم وخطير بين العرب وأفريقيا وبين الإسلام وأفريقيا حيث تنفتح حدوده وتتداخل مع تسع دول وهو الوضع الذي حرصت السياسات الغربية المتتالية منذ الاحتلال الانجليزي على إعادة صياغته بتقطيع السودان ووضع مناطق عازلة بين الشمال العربي الإسلامي وبين الجنوب الوثني والإفريقي.
واقبلوا الاحترام
د. اسماعيل الحوراني
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني